كانت تنتفض في عنف ، وهي تحدق في شيء ما خلفي ، وتصرخ في عنف.
لقد أصبحت الحالة أصعب بكثير ، ففي لحظات معدودة كانت السيدة ممددة علي الأرض وجسدها متشنج تماماً ، وتصرخ بمنتهي العنف ، وهي تقول باستمرار:
خرجوها ، مش عاوزاها قدامي ، خرجوها …
أما الحاج محمد فجلس بجوارها ، وهو يقرأ ويحاول أن يهدئئ من روع السيدة التي مازالت تصرخ ،وتتلوي في عنف شديد ، وبسبب حالتها الغريبة أخذت تقضم شفتها السفلي التي أخذت تنزف بغزارة وتنظر لي في جنون حقيقي ، وأخذت تضحك بهيستريا ، وتضحك ، وفي لحظة وكزت الحاج محمد في صدره بقوة ، وهبت واقفة أمامي والدماء تغطي فمها تماما، وتنساب علي رقبتها ، وهي ما زالت تضغط أكثر وأكثر علي فمها بأسنانها ، وتكاد تلتهم شفتيها التهاماً..
” رواية الملعون للكاتب محمود صلاح “
” الجزء الأول من ثلاثية الملعون “
0 تعليقات
اضافة تعليق
نحن نحرص على خصوصيتك: هذا العنوان البريدي لن يتم استخدامه لغير إرسال التنبيهات.